نخلة جنوبية تظلل البرلمان الاوربي...!!!

عبير السهلاني سويدية من أصل عراقي مرشحة للبرلمان الأوربي

صباح كنجي

الأنسان في بؤرة الأهتمام.

عبير ابنة الناصرية، من العراق، حيث عبق التاريخ والحضارة التي تركت لنا أور والوركاء وعشتار،هذه الفتاة الطموحة الواثقة من نفسها الآتية من عمق الرافدين، تثير الخطى وهي تتقدم نحو بوابة البرلمان الأوربي، كمرشحة ليبرالية وديمقراطية حرة، حاملة معها ارث عذابات أبناء الشرق وجراحاته العميقة، منذ أن ولدت في كنف عائلة مناضلة،امتهن أبويها السياسة حالمين بغدٍ أفضل للناس.. كل الناس، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية والإثنية، فكان ذلك الخيار الإنساني بأبعاده الأممية في تكوين العائلة، الذي كانت نتيجتهُ دخول الأب- عبد فيصل السهلاني- دهاليز الموت، لسنين طويلة في قاطع الإعدام من سجن أبو غريب، مطوقا ًبالفناء في عهد الطاغية ونظامه الدكتاتوري، الذي تزامن مع استشهاد شقيقه -عم عبير- أبو رؤوف- مجيد فيصل السهلاني- في سفوح كردستان ، ومغادرة الطفلة عبير مع والدتها إلى المهجر لتستقر من بعدها في بلغاريا ومن ثم السويد ولندن.. هذه المحطات التي كونت شخصيتها، فكانت حصيلتها العلمية شهادة الماجستير(هندسة الكمبيوتر- علوم برمجة) من جامعة ستوكهولم، يدعمها معرفتها الجيدة بلغات عديدة فهي تجيد العربية والسويدية والانكليزية والبلغارية والفرنسية والروسية... هذه الإمكانيات التي تؤهلها للعمل بجدارة في أرقى المؤسسات السياسية والاجتماعية، حيث تفتح لها الأبواب بسهولة ويسر رغم صغر سنها، فقد عملت في مؤسسة البرلمان السويدي مساعدة سياسية لنائب رئيس وزراء السويد السيدة مود اولفسون، كما ساهمت في نشاطات أحزاب سياسية سويدية ديمقراطية وانتخبت لقيادة الحزب الديمقراطي للسويديين الجدد وحصلت على دعم حزب الوسط السويدي في ترشيحها للبرلمان الاوربي..

بادرت بعد سقوط النظام للعودة والعمل في العراق وساهمت في تكوين وتأسيس التحالف الوطني الديمقراطي في العراق وشوهدت تنشط في مجالات مختلفة في العاصمة بغداد تدعو وتدعم تأسيس وتطوير مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، رغم صعوبات الوضع الأمني، ابتداءً من مؤسسات مجلس الحكم، وكثفت جهدها للدفاع عن حقوق الإنسان والمرأة، كما حضرت اجتماعات صياغة مسودة الدستور برفقة أبيها، وشهدت المحطات التلفزيونية الفضائية مساهمات فعالة لها عكست جانبا ًمن طبيعة ثقافتها العلمانية/ الليبرالية، التي تدعو لتعميق حالة التغيير وتجذ يرها،لإعطائها أبعاد جوهرية، وعدم الاكتفاء والتوقف عند حدود الشكليات.. ولاقت من جراء ذلك مضايقات من لدن المتشبثين بالماضي وترسباته البالية، الذين لا يجيدون لغة الحوار ويلجئون للتهديد والوعيد الذي تفرض تطبيقاته الميليشيات المسلحة، موزعة الموت المجاني، في عهد فوضى الحرية وضعف مؤسسات الدولة.. فتُخير بين الصمت والسكوت أو اختيار مكان آخر لمواصلة الحياة.. فكانت لندن محطتها الجديدة..

هاهي تخطو نحو بوابة البرلمان الأوربي واثقة الخطى شامخة الهامة.. تسعى إلى تعميق الديمقراطية والحرية في الاتحاد الأوربي وتعمل وتكافح من أجل تحقيق سياسة إنسانية للاجئين في أوربا لها رؤى وموقف جاد يدعو لمحاربة العنصرية في العمل والتعامل الاجتماعي والسياسة..

ما أحوجنا لهذه الفتاة العراقية التي قررت الولوج للبرلمان الأوربي..

ما أحوجنا لهذه النخلة العراقية الباسقة لتزرع في هذا المكان المهم من العالم..

ما أحوجنا لهذا العبير الحقيقي...

ما أحوجنا لهذا الأمل الواعد بالتغيير ..

من أجل هذا الأمل..

لمراسلتها
abir_alsahlani@hotmail.com
http://al-baghdady.blogspot.com/2009/05/blog-post_27.html